يقول "المؤلف عبد العظيم الديب" فى بحثه: عندما وصف إمام الحرمين أبو المعالى الجوينى تلميذه الغزالى فى جملة موجزة فقال الغزالى "بحر مغلاق" ذلك ما شعرت به، وأدركته، وروحت أسمع منه، وأنصت إليه، وأستقرئ آثاره، وأستنطق كتبه لأسأله عن موقفه من "العقل والمكاشفة"، إذ راح "أبو حامد" يتدفق هادرًا، كدفاع السيل، وأخذت حججه البالغة، وأدلته الدامغة، وتمثيله المجسم لمعانيه، وأسلوبه المترجم، عن قلبه ومشاعره، قبل ذهنه وأفكاره، أخذ كل ذلك يحيط بى، فتشعب البحث فى القضية واتضحت دروبه، وتدفقت غدراته، وبان لى أنه لابد من شهور حتى أستطيع أن ألملم أطرف البحث، واستوفى حواشيه، وأضم نشوه، وألم شعثه.